الأحد، نوفمبر ٠٤، ٢٠٠٧

اغرب ايام حياتى

أغرب أيام حياتى

اليوم 12 اكتوبر 1992
يوم الزلزال الكبير ولعل من الغريب ان الزلزال نفسه لم يسبب لى او لأحد من اهلى او اصدقائى اى اى مشكله ومر كأى حدث غريب ولكن ابنى يوسف كأن خائف كان عمره سنتين ونصف و ظل جالس متعلق برقبتى حوال ساعه لم استطيع خلالها القيام من مكانى وكانت هذه مشكله لانى كنت مسافره من القاهره الى الرياض حيث زوجى يعمل هناك وكان المفروض ان اسافر يوم عشره ولكن صديق زوجى وزوجته حضرا لزيارتى وقالوا انهما اتفق مع زوجى على انهما سيسافران معى ويوسف على نفس الطائره وادركت ان هذا طلب زوجى لانى كنت حامل فى الشهر الرابع وربما خاف ان اصاب بدوار فلا انتبه الى ولدى فيصاب بمكروه لا قدر الله وفكرت ان هذا افضل ولكنهما اضطرا لتأجيل السفر يومين فقلت لهما معنى هذا انى سأصل الى الأراضى السعوديه فى اخر ايام التأشيره و لن يسمح لى بالدخول اذا تجاوزت الساعه الثانيه عشر الا بورق جديد يستغرق استخراجه عده شهور فقالا لى لا تقلقى ستصل الطائره الى الرياض الساعه التاسعه ولا يعقل ان تأخذ الأجراءات اكثر من ساعه واخذا البسبور والتذاكر على ان يعيدهما لى فى اليوم التالى واتصلا بى وقال ان تأجيل السفر وتأكيد الحجز تم ولكن وقتهما ضيق فلن يستطيعا المرور على لبعد المسافه ونلتقى فى المطار ولم يكن لدى حل اخر فوافقت وكان يوم عادى الى ان حدث الزلزال ومر على بسلام وبعد ساعه بدأت استعد للرحيل بعد الأطمئنان على الأهل والأصدقاء واسرعت بتجهيز كل شئ وانطلقت مع والدى واختى الصغيره ويوسف وتبعنا خالى وابنته بسيارته كان منظر الشوارع غريب وكأن سكان القاهره خرجوا جميعا بالسيارت واصطفوا فى الشوارع فى موكب لا يتحرك الا نادرا وكان السير اسرع ولكن لا يوجد اى حل تحركنا ببطئ جدا وبسبب هذا السير البطيئ توقفت سياره خالى ولم تدور فركب معنا هو و ابنته فلا يعقل ان نتركه مع طفله فى الخامسه من عمرها فى الشارع فى يوم كهذا وذهبنا الى المطار فى حوالى ساعتين ونصف اى بعد موعد اقلاع الطائره فنصف ساعه فتوجهت لمكتب الخطوط الجويه السعوديه لعل البسبور والتذاكر يكونا هناك فدخلت وفكرت ماذا سأقول للموظف فقلت له ان الباسبور كان مع ابن خالتى فهل تركه؟ لى فقال لا وسألنى عن اسمه ليكلمه فى الطائره لنعرف اين الباسبور فأثناء الأتصال رأيت رجل يحمل الباسبور وسلمه لى وسألنى اى خدمه فقلت له اريد ان اسافر لان هذا هو اليوم الأخير فى اتأشيره وزوجى لن يصدق انى وولده بخير وكلمت صديق زوجى واخبرنى ان اطلب اى شئ من الرجل الذى معه الباسبور وانتهت المكالمه ورأيت الرجل يتقدم من الموظف وقال له هذه السيده يجب ان تسافر فرأيت الذعر رسم فجأه وبلا داعى على وجه الموظف وقال بلعثمه وتردد وهو يرتعد الطائره فى الجو الأن ولا يمكن عودتها تحركت من عشر دقائق انا لاذنب لى فقال له بلهجه امره واكثر حزما تصرف فسكت برهه ثم قال له ممكن تسافر الى جده منها الى الرياض لكن تدفع فرق التذكره فقلت له كم الفرق فقال 32 جنيه فقال له لازم الدفع ده فقلت له موافقه ادفع وكان الموظف فى حاله رعب وذعر واحسست ان الرجل متضايق لانى سأدفع فقلت له ان المبلغ بسيط ودفعته بسرعه حتى لا يتعقد الموضوع ولا استطيع السفر وظل الرجل معى وكل موظف يمر على يرتعد لمجرد رؤيه الرجل الغامض هذا الذى ظهر فجأه وكانت الأجراءات تمر بسهوله و سألنى موظف الوزن قبل ان ينتبه لوجود الرجل لما احمل وزن زياده فقال الرجل بلهجه غاضبه وبعدين فى هذه الكلام الفارغ اتركها تلحق بطائرتها فختم الأوراق وهو مرعوب وقد عقد الخوف لسانه ثم اعتذر عما بدر منه وانتهت الأجراءات كلها بسرعه غير عاديه ثم سألنى تحبى اوصلك لباب الطائره فشكرته ونظرت الى وجهه لعلى ادرك سبب الرعب الذى يظهر على وجه كل من يكلمه فوجده رجل عادى ليس به ما يخيف طويل قليلا لكن فى حدود المعقول فلما يخاف الناس وكأنهم يكلمون الكونت دركيولا فقلت فى نفسى المهم انى سأسافر لزوجى فى الوقت المحدد و سألت متى نصل الى الرياض فقالت المضيفه بدهشه الطائره متجهه الى جده وستصل اليها فى العاشره والنصف فقلت لها اعلم ومنها للرياض فقالت لا ستأخذين طائره اخرى للرياض فقلت لها معنى هذا انى سأنزل فى صاله الرحلات الداخليه فقالت طبعا وتركتنى وانا افكر ماذا افعل؟؟؟؟ ان استطاعوا ابلاغ زوجى فلن يخطر بباله انى سأحضر فى هذا الصاله بل سينتظرنى فى الصاله الدوليه وهذه فى مكان والأخرى فى مكان بعيد عنها تماما ثم قفز الى ذهنى مشكله اخرى انى الطائره يتصل فى العاشره والنصف ويستغرق وصولى الى الجوازات اكثر من نصف ساعه سير على الأقدام وربما اكثر بخطوه يوسف فسييكون الوقت ضيق جدا وربما بعد كل هذا تدق الساعه الثانيه عشر قبل ان اختم الباسبور ولا ادرى ماذا افعل اذا حدث هذا ؟ هل اطلب اللجوء للسفاره ام اسأل عن احد معارفنا لاادرى فقررت ترتيب افكارى اولا احاول الا يحدث هذا حتى لا اتعرض لهذا الموقف فقلت لولدى مارأيك لو نكون اول من يخرج من الطائره ونجرى لنسبق كل الناس ففرح بالطبع بهذا الأقتراح وجهزت نفسى وحاجياتى حتى نكون اول من يصل الى الجوازات توفير للوقت من ناحيه ولأشرح للموظف كيف قصه صعودى للطائره وهى ليست طائرتى ونفذت الفكره ناسيه انى حامل وجريت مع طفلى بسرعه ووصلنا بسرعه جدا ووقفت امام الموظف اقول له انى قادمه من القاهره وبسبب الزلزال تعطلت فى المرور فلم الحق بطائرتى وركبت هذه الطائره وسأخذ طائره اخرى للرياض فنظر الموظف الى بدهشه بالغه ونظر الى الباسبور وفال كيف طلعت على الطائره وليس لديك تأكيد على الحجز فاكرر له انى من ركاب طائره الرياض ولكنى ركبت هذه الطائره بسبب الزلزال فيبدو عليه عدم التصديق او عدم الفهم ثم قال لى ما ادرى لكن كيف حال مصر والله قلقنا عليها فأخبرته انى لا ادرى اى شئ لانى نزلت بعد الزلزال بفتره بسيطه لم تسمح لى معرفه اى شئ فقال ربنا يطمنا على مصر وملامحه تدل على الحزن الحقيقى ثم قال اذهبى الى هذا الموطف فاذهب اليه و تكرر نفس الموقف بنفس الكلمات والتصرفات مع اربع موظفين وكأنه سيناريو فيلم نكرره مع تغير الوجوه الى ان وصلت للموظف الخامس وانا اقص عليه قصتى افلت ولدى من يدى وجرى وانا أنادى يوسف وتركته الموظف وجريت احضرت ولدى وعدت اليه فوقف الموظف وسألنى بأهتمام اين يوسف فرفعت له يده فأنحنى وابتسم وسلم على ولدى وقاله انت يوسف فاشار ولدى برأسه نعم فمد يده وسلم عليه وقال انا ايضا يوسف ثم التفت الى واشار الى رجل وقال هذا هو المدير اذهبى اليه فتوجهت اليه فأستمع الى مره واحده ونظر الى الباسبور والتذاكر طلب من احد الموظفين ختم الباسبور ولاحظت ان الموظف نظر الى ساعته فوجدها الحاديه عشر و خمسين دقيقه اى باقى عشر دقائق و تنتهى المده فحمدت الله وشكرت الموظف والمدير والأستاذ يوسف وسألته هل استطيع اللحاق بطائره الساعه الواحده ؟ فقال لا يمكنك اللحاق الا بطائره الساعه الثالثه فكل ساعتين توجد طائره من جده للرياض والعكس وكنت اعلم ذلك وقال ان انتظار الحقائب والتفتيش ياخذ حوالى ساعه الا ربع تقريبا فشكرته واتجهت الى اماكن تفتيش الحقائب واحسست ان هناك نظرات تتبعنى فألتفت لأجد بالفعل شاب ينظر الى من مكان بعيد وقال بمجرد ان لمحنى ألتفت اليه جئت من مصر فأشرت بالأيجاب فترك دفتر وقلم كان معه واتجه الى جريا فسرت فى طريقى الى مكان الحقائب وحتى وصلت و نظرت ووجدت احد العاملين اوقفه يسأله عن شئ فصرفه و اكمل جرى فى اتجاهى وهو يقول لى الزمالك عمل ايه ؟ فأندهشت ان يسأل احد عن الكره فى هذا اليوم ولكنى فكرت ليست هذه هيئه او تصرف من يسأل عن كره لابد انه يقصد منطقه الزمالك واقترب من مكانى وكان الموظف يفتش حقائبى فقلت له لا ادرى فانا لم امر بالزمالك فى الطريق الى المطار ولم استمع الى نشره الأخبار بسبب السفر فبدى الحزن على وجهه فسأله موظف التفتيش تعرف حد فى الزمالك فقال امى فى شقه طويله عريضه وحدها فى الدور الثامن ولا ادرى ماذا حدث لها فقال الم يكن والدك معها فقال بمجرد حدوث الزلزال اخذ تاكسى الى المطار ومنه الى جده ووصل منذ فتره ولا يعرف عنها شئ والأتصالات مقطوعه بمصرفخجلت كيف اسأت الظن بهذا الشاب العطوف البار بوالدته فقلت له ربنا يطمنك عليها وانصرفت ولكنه نبهنى الى ان زوجى ربما لا يعلم انى سافرت وانهم لم يتصلوا به وربما اتصلوا ولكن موضوع الصاله الداخليه لا يعرفه احد ماذا افعل هل اظل فى المطار من الخامسه الى الثامنه الى ان يذهب الى مكتبه فانا ليس لدى تليفون فى بيتى ولا احفظ نمره تليفون جارتى او شقيق زوجى وبقائى فى المطار كل هذه المده خطر على وعلى ولدى فالصاله الداخليه صغيره ليست كالمطار الدولى وبالطبع الأمن بها اقل و اخذ تاكسى فى منتهى الخطوره لانه سيكون تاكسى حر ليس تابع لشركه ولا احد يدرى مع من ركبت و السائق يعلم ذلك وفكرت ماهذا الذى يحدث هل احلم ام ان هذه الأحداث الغريبه حقيقيه ام انى مثل ابطال بعض الأفلام الأمريكيه السخيفه دخلت احداث قصه او سيناريو فيلم ولا اعرف كيف اخرج منه وسلمت امرى لله وركبت الطائره ونمت بمجرد دخولى اليها حتى اهدء واقرر ما افعله وعندما وصلت وجدت خقائبى بسرعه وجلست ووجدت نفسى وحيده مع مجموعه كبيره من عمال النظافه الاسيوين بلا رجل امن واحد والساعه الخامسه والربع صباحا وكان جلوسى فالمطار لا يعنى الا انه لا يوجد من ينتظرنى ولا يعلم احد بوصولى فشعرت بالخوف بالرعب لا لانى اعلم ان هؤلاء ملحدين بلا دين وكانوا ينظرون الى بدهشه وحاولت ان ابدو غير عابئه بهم وتشاغلت بالبحث فى حقيبه يدى ثم خرجت الى الطريق بلا حقائب فلم اكن استطيع حمل حقيبتين كبيرتين والأمساك بولدى فوجد سائق تاكسى لا يتبع اى شركه كبير فى السن ويبدو عليه التقوى فسألنى الى اين فقلت له عنوان شقيق زوجى لأحتمال ان يكون زوجى يبحث عنى فأجد زوجه شقيقه تفتح لى الباب اذا كان شقيقه ذهب لعمله او لتوصيل اولاده للمدرسه واخبرته انى لا املك ريالات وانى سأصعد وارسل له 50 ريال قيمه التوصيل فوافق وربط الحقائب ووصلنى وانا اقرأكل ما احفظه من القرأن بلا توقف الا لأصف له مكان البيت ووصلت الى بيت شقيق زوجى فى السابعه الا ربع تقريبا وطلبت منه محاسبه السائق ففعل واتصلت زوجته بجارتى لتخبر زوجى انى عندهم فحضر واخذنى وعلمت منه ان خالى استطاع الأتصال بشقيق زوجى وقال انى لم الحق بالطائره سأخذت الطائره التاليه فلم يفهم شئ ولم يستطع الأستفسار لأنقطاع الخط فنزل يبحث عن زوجى ليعود به الى المطار وكان لا يعلم اين ذهب بعد ان وصلت الطائره ولم يجدنى عليها وكان زوجى يقوم بتوصيل صديقه وزوجته لمنزلهما و اصرا على ان يصعد معهما ليحاول الأتصال بى من بيتهم دوليا ليطمئن ولكنهم لم ينجح والحمد لله انهم لم يتصلا بابى فعاد بعد اكد له صديقه وزوجته انى بخير وولدى وكل اهله لكنى لن اصل الليله ومعنى هذا ان امامى عده اشهر حتى يحصل على تأسيره دخول اخرى لى ليوسف وربما يستدعى الأمر ان انتظر حتى الولاده فوجده حزين لكل ما حدث واخبره انى سافرت فعلا فعاد معه للمطار يسأل وبالطبع لم يجد طائره تاليه قادمه من مصر وكان الموقف خطير وهو يفكر فأين ذهبت و يوسف اذا لم نكون فى القاهره ولم نحضر للرياض فماذا جرى لنا وهل هذه المكالمه حقيقيه ام مقلب ومن سيكلف نفسه مكالمه دوليه من اجل دعابه سخيفه وفى يوم كهذاو الأتصالات صعبه جدا وتكاد تكون مقطوعه اذا فالأمر خطيركما أنه لن يستطيع ان يتصل بوالدى - حتى لو تمكن من اجراء المكالمه- الا اذا عرف اين نحن فماذا سيقول له ابنتك وحفيدك مفقودين وهل هم فى خطر ام لافقال له شقيقه عد الى البيت وحاول ان تفكر بهدوء الى ان يحلها الله من عنده ووصله للبيت فى السادسه صباحا وبالطبع لم يستطيع النوم حتى جاءته ابنه جارتى لتخبره بوصولى بيت شقيقه فحضر واخذنى ويوسف الى البيت وانا لا استطيع الوقوف من شده التعب والتوتر وعدت الى بيتى وقبل ان انام طلبت من زوجى الأتصال بأبى باى طريقه عن طريق كل من لديه تليفون دولى لانى رأيت ماكينات التليفونات كلها مشغوله والناس عليها طوابير وكنا فى الفجرفوعدنى بالتصرف ليطمئنه على سلامتى وتم والحمد لله الأتصال ونمت حتى العاشره مساءا عندما جاء صديق زوجى وزوجته ليسلموا على وحكيت لهم ما حدث وسألتهم من هذا الرحل الغامض الذى ترتعد امامه كل الناس ويأمر فيطاع فقال انه مساعد مسئول كبير جدا وله نفوز فقلت له واضح لكن عرفت المسئول الكبير ده منين فقال لا نعرفه ولكن اخته معنا هنا بالرياض وقالت ان شقيقها يريد ان يرسل لها شنطه بها هدايا وطلبت ان نحضرها معنا الى الرياض فأرسل مساعده حتى لانتعرض لمضايقه فى الوزن وقال له كن فى خدمتهم وزلل لهم اى عقبه ولم نتعرض لأى شئ والوزن الذى معنا كان بالشنطه اقل من المسموح به وعندما سألنى ان كنت اريد شئ قلت له ان يكون فى خدمتك فقلت سبحان الله كأنه ارسل لأخته شنطه الهدايا من اجلى ليزلل لى العقبات العقبات العجيبه التى مررت بها وحكيت لهما عن الشاب الذى ترك والده والدته فى شقه بالدور الثامن بالزمالك وسافر فقالت مستحيل ووصفت لى الشاب وصف دقيق فقلت لها هل تعرفيه فقالت طبعا انه ابن خالتى وكنت اعرف ان خالتها متزوجه من سعودى فى جده وان لهما ابناء فى عمرنا تقريبا فقلت وهل هذا اليوم ينقصه صدف لتضاف اليه هذه الصدفهفسألتها عن خالتها وقالت انها بخير خاله اخرى ذهبت اليها لتجلس معها بالشقه لكن والله انى احمد الله انى حضرت الزلزال واطمئنيت بنفسى على ابى واخوتى لا ادرى لو كنت سافرت يوم عشره وحدث الزلزال كيف يمكن ان يكون رد فعلى وماذا كان سيفعل القلق والخوف عليهم بى الحمد لله

2 Comments:

Anonymous غير معرف said...

فعلا يوم غريب

٤:٣٧ م

 
Blogger Ola El-Fouly said...

شكرا على التعليق
علا الفولى

٣:١٣ م

 

إرسال تعليق

<< Home