هل أستفادت الدول الأسلاميه من الأستعمار ام خسرت
ِهل أستفادت الدول الأسلاميه من الأستعمار أم خسرت؟
للأجابه عن هذا السؤال بنعم او بلا يجب أن نعرف اولا ماذا استفادت الدول الأستعماريه من الأستعمار ؟ الأستعمار هو احتلال دوله لدوله أخرى وحرمانها من الحريه فى اداره شئونها الداخليه والخارجيه و السياسيه والسيطره على النشاط الأقتصادى فيها و استنذاف ثرواتها ولكى تتضح الصوره نعطى مثال لأستعمار احد الدول الأسلاميه كيف حدث ؟ وماذا فعلوا ؟ ويفعلوا؟ ثم نرى هل استفادت ام خسرت ؟
وقد اخترت اندونسيا حتى لا نضطر للحديث عن مأساه فلسطين فنخرج عن الموضوع الأساسى
(فى عام1511 م عبر المكتشف البرتغالى البوكيرك مضيق ملتا وفى العام التالى اقام البرتغاليون وكاله تجاريه فى سومطره ومن هذه القاعده دعموا سيطرتهم على كل جزر اندونيسيا ولكن الاسبان نازعوا اليرتغاليين فى الحصول على خيرات هذه الجزر ثم جاء الهولنديين وطردوا البرتغاليين وفى عام1602 م و اسسوا شركه الهند الشرقيه الهولنديه ومنحت الحكومه هذه الشركه امتياز احتكار التجاره فى هذه المنطقه واعطتها الحق فى عمل تحالف او توزيع عقود مع حكام الشرق وبعد فتره اصبحت الشركه هى صاحبت السلطه السياسيه والأقليميه الحقيقيه ولكن الشركه تورطت فى مخالفات ماليه جعلت الحكومه الهولنديه تقوم بالغاء ترخيص الشركه وتحولت اندونسيا لمستعمره هولنديه وتعرضت خلال الاستعمار الهولندى لأحتلال انجليزى من عام 1811الى عام 1916وتعرضت للاحتلال اليابانى خلال الحرب العالميه الثانيه ثم نالت استقلالها عام 1949 م بقياده بطلها احكد سوكارنو ماعدا الجزء الغربى من جزيره نيوعينيا التى حلت مشكلتهاعام 1963 وانضمت لأندونسيا وفى عام 1965 شهدت انقلاب قام به الرئيس سوهارتو واستولى على السلطه واطاح بالرئيس سوكارنوا الحاكم الشرعى للبلاد وظل سوهارتو يحكم البلاد بيد من حديد بمساعده من الولايات المتحده الامريكيه حتى عام 1998 م ثم تولى الرئيس عبد الرحمن واحد حتى عام 2001م حيث قرر البرلمان خلعه واعلنت الرئيسه مجاواتى سوكارنو نفسها رئيس للبلاد و بعد توليها السلطه و اندونسيا مسرح لبعض الحركات الأنفصاليه وانفجارات تستهدف السفارات الأجنبيه وقلاقل كثيره ومستمره والسؤال الذى يفرض نفسه ماهى موارد اندونسيا الأقتصاديه؟
اندونسيا عنيه بالموارد المعدنيه مثل البترول و القصدير و الحديد والنحاس والبوكسيد والفضه والذهب والنيكل والفحم وهى غنيه بغاباتها وثروتها السمكيه بالضافه لمقومات الأنتاج الزراعى من مياه وفيره وتربه .)
اندونسيا عانت من الأستعمار عده قرون تعاقب عليها الأستعمار البرتغالى والأسبانى والهولندى والأنجليزى واليابانى
لنهب ثرواتها وبعد تحررها بقياده الرئيس سوكارنو قام الدكتاتور سوهارتو بانقلاب استمر 33 عام ذاق خلالها الشعب الغذاب من الحكم العسكرى وراح الكثيرين صحيه للقتل والتعذيب والتنكيل بمساعده امريكا فهل كانت تساعده بلا مقابل؟ أم لانها ورثت بعد الحرب العالميه الدول الأستعماريه واصبحت الكيان الأقتصادى المهيمن على العالم خاصه بعد انهيار الأتحاد السوفيتى ثم نأتى للسؤال
هل استفادت الدول الأسلاميه من الأستعمارأم خسرت؟
استفادت نهب ثرواتها ابتليت بحكم عسكرى واذا استطاعت القضاء عليه انهال عليها عملاء الأستعمار بحركات انفصاليه وهذه هى اللعبه القديمه الى ان ظهرت فكره الأستعمار القتصادى او التبعيه الأقتصاديه والتبعيه هى ربط اقتصاديات دول كثيره متخلف وضعيفه وغنيه بمواردها اقتصاديه بدوله قويه تسيطر على هذه الدول عن طريق علاقات سياسيه وثقافيه واقتصاديه غير متكافئه وسبب عدم التكافؤ هى ان الدوله القويه تسيطر على الدول الضعيفه لانها تملك اسرار التقدم التكنولوجى ولا تنقلها الى الدول التابعه لها الا بما يخدم مصالحها عن طريق شركات عالميه فينمو اقتصاد هذه الدول بصوره تجعله عير قادر على تحقيق التنميه الذاتيه فالدوله القويه بالأضافه لأمتلاكها للتكنولوجيا فهى تحتكر مصادر الطاقه فى العالم وتسيطر على المواد الخام والمحاصيل الأساسيه ورؤس الأموال عن طريق القروض والمنح المشروطه هذا بالأضافه لخلق مشكلات عسكريه حدوديه بين الجيران او تشجيع الحركات الأنفصاليه وامدادها بالمال والسلاح تجعل القياده السياسيه لهذه الدول مشغوله دائما بأمر التسليح للحفاظ على كيانها فيلتهم التسليح اغلب الدخل القومى و مع ازدياد التوتر تذداد الحاجه للسلاح الذى يكون عاده بقروض هى سيف على رقبه القياده السياسيه فتبقى دائما مضطره لتنفيذ ما تريده الدوله الكبرى بلا حاجه للتدخل العسكرى المباشر والتعرض لمشكلات المطالبه بالأستقلال بالأضافه لترسيخ مشكلات التى تؤدى للتخلف الأقتصادى مثل البطاله و تخلف المناهج التعليم و عدم مواكبتها لأحتياج سوق العمل مما يؤدى لزياده الفقر بين القطاع الأكبر من الناس والجهل حتى بين المتعلمين وهذه المشكلات تزداد ولا تقل لان الشعب الجائع لا يفكر الا فى وسيله لسد الرمق ولايستطيع ان يفكر او يبحث عن تنميه حقيقيه هذا هو ما تستفيده الدول من الأستعمار وحتى اذا كان الأستعمار هو من ارسى مبادئ الأداره والتنظيم والسياسه واقام بعض المرافق والخدمات العامه فهذا لخدمه مصالحه وليس من اجل الدول المستضعفه وهذه الشعوب المتقدمه ترى ان الحريه لم تمنح لهم بل ناضل ابائهم من اجلها ودفعوا ثمنها غاليا و الشعوب التى لا تكافح من اخل حريتها لا تستحقها وهذه كلمه حق يراد بها باطل فابائنا ايضا ناضلوا من اجل الحريه كما ان الايمان بالحريه يكون مطلق فهى حق لكل انسان بلا تميز بسبب لون او دين او عرق او غير ذلك وهكذا علمنا نبينا محمد عليه الصلاه والسلام فكانت دعوته من اجل تحرير الأنسان واحترامه والمساواه الحقيقيه بين البشر فنحن مطالبون ان نحب لغيرنا ما نحبه لأنفسنا أما اذا نظرنا الى احوالنا واحوال الغرب فسنجد ان الحريه عندهم ليست مبدأعام لكن حق لهم فقط وباقى الدول من حقهم استغلال ثرواتها واستعباد اهلها والعمل على ضمان ذلك بأى ثمن حتى اذا دعت الضروره لعوده الأستعمار العسكرى مره اخرى مثل ما يحدث فى افغانستان والعراق والسودان ولبنان و من فبل فى فلسطين وبالطبع ليس كل الناس فى الغرب يكرهوننا ولكن اغلبهم لا يهتم بأمر شعوب متخلفه لا شان لهم بحريتها او استغلال حكوماتهم لها بلا وجه حق وان شاء الله نكمل باقى الأسئله الأسبوع القادم ونحاول نفكر كيف يمكن الفكاك من هذه التبعيه الأقتصاديه .