سنوات ليست من العمر
الفصل الخامس
جاء عاطف الى الكليه مع الثلاثى وكان يبدو هادئ فطلبت منه ان يذهب معها للسؤال عن كتاب من المكتبه
هو لسه فى كتب بتنزل
ايوه بيقولوا الطبع اتأخر
ايه التسيب ده والطلبه تذكر امتى
تعالى نسأل يمكن يكون نزل
نيجى معاكم
لا يا عمر ياريت تسألوا المعيد على ميعاد الأمتحان الشفوى
طيب
فمشى خطوات وقال لها ببرود عايزه ايه
عاوزه اقول ان الجواز والحاجات دى
قسمه ونصيب قالوا لى كده عندك حاجه تانيه
انا مش هدافع عن صفاء
تدفعى عنها تقولى ايه انها باعتنى وقبلت اول واحد خبط على الباب
لا هى الحكايه مش كده ده قربها وانت عارف القرايب والأهل ساعات بيبقوا متفقين على جواز ولادهم
وهى ماكنتش تعرف الأتفاق ده
لا اصله كان مسافر
اه ورجع فجأه علشان ينفذ الأتفاق
لا الحكايه انه شافها فى فرح اخته يعنى الموضوع كله صدفه
وانا مفروض اصدق والهانم مافتكرتش انها مرتبطه وفيه طرطور حارق نفسه علشانها فى الكليه ولا البعيد عن العين
لا بس باباها وعمتها
ايه غصبوا عليها
لا هو فى حد بيتجوز بالعافيه دلوقتى
امال باعتنى ليه
هى ما كانتش شاريه علشان تبيع يا عاطف
يعنى كانت ركنانى على الرف لحد ميظهر عريس مناسب
لا رف ايه
ما هى كده
لا هى حاولت لكن ماقدرتش
خمس شهور وانا عايش فى الوهم
عاطف انت انسان ممتاز واى واحده تتمناك لكن محدش يقدر يتحكم فى مشاعره
ولما هى مش حاسه ماقلتش ليه من ساعتها وانا كل يوم اخترع حجه علشان اجى لما كنت فى مره هاترفد ويضيع مستقبلى
بس يا عاطف صفاء موعدتكش بحاجه
هى قالت لك كده
ايوه
ماشى وكانت بتقعد معاى ليه و نتكلم ونخطط لمستقبلنا واولادنا وحياتنا كل ده اتنسى
كانت بتحاول لكن ماقدرتش
ماقدرتش ولا العريس الجاهز يشيل
اصلها كانت متعلقه بيه من وهى صغيره
وانت دخل فى دماغك الكلام ده
وهى حتكدب على ليه
وكانت كدبت على ليه
عموما انا مش عاوزاك تضايق نفسك
حاضر دلوقتى ها قوم اروح والبس بدله شيك ونروح سوا الخطوبه
ايه اللى بتقوله ده
ايه مش عاوزه تيجى معايا عموما تبقى معزوره هتمشى معاى فى الشارع بمناسبه ايه
انا مش رايحه بس مش علشان مش عاوزه امشى معاك فى الشارع
امال ايه ماعزمتكيش
لا عازمتنى بس انا مارضتش علشان اقعد اتكلم معاك هنا
لا مفيش كلام يتقال هى اختارت وخلاص وانا اترميت فى الزباله
زباله ايه بس
مش ده اللى حصل
طبعا لا الموضوع كله صدفه
انت مصدقه اللى بتقوليه ده
طبعا
علشان ساذجه
ماشى لكن انا عاوزه اقول لك حاجه صفاء كان واضح عليها انها انها يعنى
مابتحبنيش
لا عاطف هى صدقنى حاولت لكن ربنا هو مقلب القلوب وماكانتش تقصد تكذب ولا اى حاجه وهى المده دى ماكنتش عاوزه تجرح احساسك
دى طلعت شهيده كمان فيها الخير والمطلوب
ابدا مافيش
تعالى نرجع لا انت عايزه كتاب ولا حاجه والكلام خلص
طيب زى ما انت عاوز
على كل حال انت ملكيش ذنب على الأقل انت طول عمرك واضحه ماوعدتش حد وخليت
عاطف انا مش عاوزك تضايق نفسك انت المستقبل قدامك
بلاش الكلام اللى لا يقدم ولا يأخر ده
حاضر انتوا هتمتحنوا امتى
شهر ونص كده ونبدأ
وجدت الثلاثى فى انتظارهم واخبروها ان الأمتحان الأربعاء القادم
مش تلحقى تجهزى نفسك لسه هاتروحى للكوافير وتلبسى فستان تانى
هى شرين رايحه فين
مش ريحه حته يا احمد طبعا
يعنى اروح لوحدى
عاطف انت اعقل من كده
ده ماله ومال العقل هى مش صحبتك ولازم تباركى لها
انا مش رايحه ما تروحوا سنيما احسن
فكره هايله
مش عايز اروح وبعدين هنسيبك ولا هتيجى معانا
لا مش هاجى مش هينفع انا كان قصدى تغير جو
بطلوا تعاملونى على انى عيل بتحيلوه
عاطف بس رويتر جاى وراكم
مايهمنيش
رويتر مين
خلاص دخل مبنى الكليه
هو مين بجد
تفتكرى مين
اشرف
الله ينور يا شيرى
طيب مش كنتوا تقولوا لى قبل كده
هنقول لك ايه اى حاجه يسمعها تلاقى الكليه كلها عارفاها
غريب اوى الجدع ده
والله كويس بقى عندنا وكاله انباء خاصه
لا هتلاقى منه فى كل حته عندنا فى الكليه واحد
ده هيبقى ضابط غريب اوى
عموما خدى بالك ساعات الناس دى بتبقى شغاله مع جهات امنيه
والجهات الأمنيه يا حسين مالها ومالى انا ماليش نشاط سياسى ولا دينى ولا حتى اجتماعى لكن ماعتقدش اللى زى اشرف ده ماينفعش الجهات الأمنيه هو بس مهزوز شويه لكن انتوا عرفتوا ازاى
اسألى احمد هو اللى اتقرص منه
اه قصدك نهى
هو قال لك انت كمان
لا لا علشان حرام ما قلش حاجه انا اللى واخده بالى
واخده بالك من ايه مافيش اى حاجه
اه ما أنا واخده بالى ان مافيش حاجه
ضحك الجميع حتى عاطف و استطاعت شرين والثلاثى ان يمتصوا غضبه ويهدأ قليلا ومر يوم الخميس بهدوء ووعدها الثلاثى ان يظلوا معه حتى يعود الى كليته مساء الجمعه
وفى يوم الأمتحان الشفوى وفوجئت شرين بعدد كبير من الطلبه و الطالبات لم تراهم من قبل فسألت ماهر
كل دول معانا
طبعا
وكانوا فين طول السنه
مابيحضروش
حاجه غريبه اوى
تعال نشرب قهوه
ياريت ده انا دماغى هتفرقع انا جاى من الشغل على هنا
وليه ما اخدتش اجازه
مانفعش امبارح كان فيه فرح ناس هاى وصباح خلصت الساعه خمسه الصبح
فرح لحد الساعه خمسه
لا سبعه ماهم زفهم تانى لحد الأوضه
هو فيه زفه بعد الفرح كان زمان الكلام ده عموما مش مهم تعالى نلحق بسرعه قبل ما المعيد يدخل
وضعت شرين اكلسور المحاضرات على البنش و اسرعت وماهر الى باب المدرج فأصتدمت بفتاه جميله فأبتسمت لها وقالت
اسفه
مفيش حاجه انت معانا فى سنه اولى
ايوه انا زى اللى شفتك قبل كده لكن فين مش عارفه
لاحظت شرين ان هناك طلبه يريدون الدخول وهما يسدان الباب فجذبت زميلتها برفق وقالت
تعالى نبعد عن الباب
فلاحظت ضيق بدا على وجهه شاب طويل وعريض تعلم انه زميل لهم ولكنها لم تكلمه ابدا ولكنه اضطر ان يدخل بعد ان ابتعدت وزميلتها عن الباب فلم تهتم وقالت لزميلتها
احنا ريحين البوفيه نشرب قهوه تعالى معانا
ماشى
تعرفى ماهر
ايوه ازيك يا ماهر
ازيك يا هند
الله اسمك هند انا بحب الأسم ده اوى
مرسى
شفتينى فين
انا حاسه ان وشك مش غريب على لكن مش عارفه شفتك فين
انا كمان حاسه انى اعرفك بس انا نسايه خالص لا اتذكر الوجوه والأسماء وده بيحطنى فى مواقف بايخه
انا بقى بفتكر يا شرين لو عاوزه تعرفى اسم حد اسألينى
ماش يا ماهر تبقى انقذتنى
شرب الثلاثه القهوه بسرعه ثم عادوا الى المدرج فوجدوا خالد الفيومى عند الباب فعرفته بهند وسألته
قاعد فين
جنبك حطيت الكشكول جنب الأكلسور بتاعك
كويس انك عرفته
هوفيه حد غيرك حاطت توكه للأكلسور بتاعه
دى مش توكه ده كان عقد بس لاقيت فيه شخليل كتير فأخدت شويه وحطيتهم للأكلسور
طيب والكشاكيل
مالها يا خالد
مميزه عموما حاجات شرين تلاقيها هاتنطق وتقول انها بتاعتها
انا عايزه اتفرج على الأكلسور ده
يا سلام بس كده تعالى
ضحك الجميع ثم دخلوا الى المدرج لانهم شاهدوا المعيد فى اخر الممر وجلست هند معهم لاحظت شرين ان الشاب الطويل يتابعهم بنظرات ناريه غاضبه هو ومن يجلسون معه وتذكرت انها رأته يجلس مع فتاه زميله لهم اسمها نجلاء لم ترتاح شرين لنجلاء كانت نظراتها غريبه فضوليه وجريئه و تجلس دائما مع فتاتين ايضا لم يعجباها فلم تحاول ان تتحدث معهم ابدا الا فى حدود السلام اذا كان ضرورى وبالتالى كانت تتجنب الكلام مع كل من يقف معهم من الطلبه ثم لاحظت ان هذا الشاب اشار الى اشرف فذهب اليه بسرعه وكلمه فنظر الى حيث يجلسون ثم اتجه اليهم وجلس فى نفس البنش ثم دخلت صفاء ومعها مجموعه من الطلبه فقرر المعيد ان يكون الأمتحان فى مكتبه لان العدد كبير ويدخل كل ثلاثه معا فخرج الجميع ووقفوا جماعات امام الغرفه وقفت هند مع شرين وماهر و خالد و صفاء واشرف والثلاثى وانضمت اليهم فتاه اسمها حنان كانت تأتى بأنتظام فى اول العام ثم اصبحت تحضر مره او مرتين على الأكثرلانها كانت تقيم عند جدتها فى عابدين ثم انتقلت بعد شهرين من الدراسه الى مدينه نصر بعد عوده ابويها واخواتها من الخليج وكانت نظرات الشاب الناريه تتابعهم لم تهتم شرين بالشاب او بمن حوله وتجاهلت الأمرتماما وتوطدت صداقتها بهند بسرعه فى الكليه و بل كانت تطلبها فى التليفون ليذاكرا معا وحكت كل منهما لصديقتها الجديده كل شئ حياتها واحست شرين ان هند انسانه طيبه ورقيقه الى ابعد الحدود وعلمت ان الشاب الطويل جابر عباس وهو يحبها بجنون ويريد ان يتزوجها وعرض عليها ان يحضر مع اهله لمقابله ابيها ولكنها فضلت ان تنتظر حتى تتأكد من مشاعرها ثم اعتذرت له و قطعت كل علاقتها به فى اليوم الذى قابلتها فيه بل و طلبت من شرين ان تكون معها عندما ذهبت اليه بعد احد الأمتحانات عند الساعه لتأخذ صوره التقطها لهما احد الزملاء فى عيد ميلاد نهله الذى كان فى الحديقه التى بين كليه الأداب والحقوق وتعجبت شرين لان الصوره عاديه جدا ليس بها ما يخيف فقالت انها لا تضمن الظروف واحست شرين ان هند تخاف هذا الشاب او تحاول ان تتجنب اى مشاكل معه ولم تكن تحب الحديث عنه و طوال الأمتحانات كانت نظراته الناريه تتابعها وهند و كانت تشعر انه يراقبهم او يرسل من يراقبهم حتى لا يبدو الأمر متعمد وهذا جعل شرين تريد ان تعرف لماذا كل هذه المراقبه فأنتهزت فرصه خرجت من اخر أمتحان مبكره فوجدت ماهر وحده فسألته
عاوزه اعرف منك بصراحه جابر ده متغاظ منى ليه وانا ماعرفوش اساسا
اكيد هند قالت لك
انه بيحبها طيب وانا مالى
مالك ازى ما هو انت الوحيده اللى كسرت الحصار
حصار ايه انا حاسه انه بيغير منى و بصراحه لما واحد يغير على واحده من بنت زيها يبقى مجنون
لا دى مش غيره دى حيره وغيظ لانك مالكيش حل
مش فاهمه
يعنى اى واحده كانت تصاحب هند كان بيقول لها انها مش كويسه او يبعد البنت عنها بطريقه او بأخرى
طيب والبنات كانوا بيبعدوا عنها ليه
علشان على رسهم باطحه
نعم
يعنى هو عارف عنها حاجه ممكن يمسكها عليها فتخاف وتبعد
اه لكن انا لو قال انى مش كويسه مش هتصدقه
بس هو عارف انها مش بتحبه يعنى انا مليش دعوه
ايوه لكن وجودها معاك بيخليها تتعامل مع كل الدفعه بحريه وهو مايقدرش يمنع حد يتكلم معاك وبعدين الناس اللى بيقفوا معاك محترمين و زى الفل وده مش عاجبه طبعا
يعنى عاوز يحطها فى قمقم ماتشفش غيره
بالضبط
يشرب من البحر واحده ومش عاوزه ترتبط بيه هو بالعافيه
هو طبعه كده
سبحان الله الواحد سمع عن سرقه بالأكراه احيانا جواز بالأكراه لكن حب بالأكراه جديده دى
لمحت شرين سامى يمر بجوار مبنى الكليه ومعه اثنين من زملائه فحياها بأشاره من يده من بعيد فردت التحيه برأسها
ثم قالت لماهر
مش عارفه ليه جابر ده بيفكرنى بفيلم الأب الروحى كأنه ال كابونى زعيم المافيا
ماتنسيش انه جارى مايصحش اقول عليه حاجه وحشه
ماتزعلش علشان صاحبك اوى كده
هو مش صاحبى هو جارى ساكن فى اخر شارعنا
مافيش داعى نتكلم عليه خالص هو مايهمنيش فى حاجه و مافيش بنا وبينه اى حاجه
لكن ماتستهونيش بيه برضه
هيعمل ايه انا مابخفش من حد
ماهو عارف كده وعلشان كده متغاظ منك
المهم هتروح تتمرن فى الأجازه فى المتاحف
هو انا فاضى للحاجات دى مش كفايه اجازه شهر ونص يتوع الأمتحانات
هند برده مش رايحه علشان باباها عيان
ربنا يشفيه عنده ايه
انزلاق غضروفى
خرجت هند وخالد وحنان معا من مبنى الكليه وجاء مجموعه كبيره من زملائهم واتفقوا على ان يتقابلوا يوم النتيجه ولكن شرين كانت مشغوله بسامى هل جاء صدفه ام من اجلها لماذا لم تذهب تسلم عليه ولما لم يقترب منها ليسلم عليها
اذا كان يقصد الحضور ليراها لاحظت هند شرود شرين ولكنها لم تحادثها الا بعد عودتها الى البيت فى التليفون و نصحتها ان تصبر الأيام القادمه ستوضح كل شئ .