الجمعة، مايو ٢٥، ٢٠٠٧

شموع تحترق

شموع تحترق

نقابل احيانا بعض الناس نطلق عليهم هذا التعبير فنقول فلان شمعه تحترق من اجل الأخرين واذا فتشت فى ذاكرتك ستقول نعم امى كانت كذلك او ابى ولكن بعيد عن نطاق اسرنا سنجد ايضا شموع قد يكون معلم يبذل اقصى جهده ليعيم النشئ وقد يكون طبيب يحارب المرض وقد يكون عامل يتقن عمله ويبدع فيه ويرفع منتج بلاده عاليا وقد يكون كاتب او مذيع او صحفى ينطق بالحق ويحارب الفساد وقد يكون رجل غنى ينفق امواله فى مرضاه الله للتخفيف من قهر الفقر على البشر او محاربه الجوع الذى قد يفتك بالناس وقد يكون فقير لكنه يهب نفسه لحل مشكلات الناس ويسعى فى الصلح بينهم اذا فهذه الشموع رجال ونساء نلمس تأثيرهم على المجتمع ونراهم يبذلون جهود خارقه فى صمت احيانا واحيانا يسلط عليهم الضوء الأعلامى ولكنهم معروفون لدى الناس بانهم يحلون العقد ويفرجون الكروب
واعتقد أننا فى هذا الوقت نعرف الكثير من هؤلاء الشموع ولكننا نتركهم يحاربون وحدهم كل فى مجاله لماذا؟؟؟؟؟؟؟
لا ادرى ربما يكون الأنشعال بلقمه العيش و السلبيه المتفشيه و الأعتقاد الراسخ لدى الكثيرين بأنه لا فائده من اى جهد والحقيقه انه لن يكون هناك فائده وسيعم الفساد اذا بقى الحال هكذا لابد ان نلتف حول هؤلاء الشموع ونساعدهم بل ونحاول ان نكون مثلهم نساعد كل الناس ولو بفكره تحل مشكله صغيره فمثلا لى قريبه فكرت فى فكره بسيطه لكن رائعه تساعد بها الناس وترضى ربها هى ربه بيت كان الأقارب والمعارف يعطونها اموال الزكاه والصدقات لتوزعها على المحتاجين المضمونين لكثره ظاهره التسول حتى اصبحنا لا نثق اذا كان السائلين محتاجين ام لا لذلك فهى تسأل من تثق بهم من هؤلاء المحتاجين عن غيرهم وتطلب رؤيتهم وتعطيهم ثم لاحظت ان هؤلاء الناس يسألون فى اوقات معينه عن الصدقات خاصه عند دخول المدارس والأعياد واحيانا لا يكون لديها اموال ففكرت ان تنشئ صندوق اسمته بالقرض الحسن و هذا الصندوق بدأ بمبلغ صغير وتبرع فيه كل اطفال العائله والكبار طبعا بمبالغ احيانا تكون جنيه واحدا من طفل عمره 4 سنوات للمشاركه وكل عيد او مناسبه ينمو المبلغ وهذا المال يعطى لمن يحتاج ويسده على اقساط مثلا لوان طفل مرض فهو يحتاج لطبيب ودواء فتأتى والدته وتأخذ من الصندوق مائه حنيه وتقسط كل شهر عشره جنيهات وهى تحرص على دفع العشره جنيهات لان هذا الصندوق ينفعها فى وقت اخر وينفع غيرها ايضا وأحيانا يكون المطلوب مبلغ اقل فيكون القسط خمسه جنيهات المحتاج يدفع ما اقترضه فقط ولا يدفع أكثر احيانا يتبرع البعض بدفع الأقساط بدلا من المحتاج لو كان فى ظروف لا تسمح له بالسداد و لا يوجد اموال صدقه فى وقت احتياجه ان هذه الفكره لو طبقها كل واحد منا فى محيط من يعرفهم لساعد الكثيرين مثلا يمكن ان تساعد واحد على الزواج او تشترى ماكينه خياطه او تريكو لأسره تقيها شر السؤال او تفتح باب رزق لشاب يريد عمل مشروع صغير جدا لينفق على نفسه وهكذا و عندما تعاد هذه الأموال فى اقساط تعطى لأخرين وتستمر دوره رأس المال أحيانا نقدم فكره بسيطه جدا تنفع الكثيرين فهل نفعل لننقذ بلادنا و انفسنا من هذه الهوه السحيقه التى نندفع اليها وهى الأنانيه والسلبيه المفرطه التى ان تفشت فى أمه قضت عليها لان كل واحد لا يفكر الا فى نفسه فلنحاول ان يكن كل واحد منا شمعه بقدر استطاعته فان لم يكن بالمال فبالعمل او بالصلح بين الناس وأفشاء السلام بينهم او حتى بالسلام على الأهل و المعارف والأصدقاء ومساعدتهم ان امكن ان علينا ان نعمل كل ما فى وسعنا لنغير ما بأنفسنا و نعتصم بحبل الله ونساعد بعضنا بعض عسى الله ان يتقبل منا ويساعدنا و يغير حالنا كما تغيرت احوال دول اخرى واصبحت دول كبرى يحسب لها حساب والله الموفق هو الذى لا يضيع اجر من احسن عملا فهل نعمل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

الأربعاء، مايو ١٦، ٢٠٠٧

اليم أبى



ذلك اليم الكبير ابى
رمال الشاطئ اخواتى
فى وسط الصخر عنوانى
اصداف البحر صديقاتى
تحدثنى تسمع همساتى
تعرف كل اسرارى
تعلم خواطرى واحلامى
ترسم خريطه ايامى
شعاع القمر اللامع يرقص
يقرب منى يتمدد يتلاشى
الموج يغنى الحانى
يداعب انوار الغروب
بأزهى الألوان
ترسم الوجود باجمل اللوحات
من يقدر ان يحاكى
قرص الشمس السابح بين الأمواج
هنا بيتى ودنيايا وكل الأمانى
ملاعب صباى واوهام طفولتى
وليالى شبابى
هكذا كنت اعيش ايامى
فى كنف ابى واحضان اخواتى
اخذونى منك يا أبتى
عن كل احلامى ابعدونى
لم اعرف كيف و لماذا
قلت انا ابنه ذلك اليم البعيد
لم يصدقونى
انا حبه رمل قذفتها رياح هواجاء
اين انا اين ابى أين اخواتى
اين احلام صباى و اوهامى
قالوا لسنا فى زمن الأحلام
غابات الأسمنت تصدم نظراتى
رائحه الدخان تكتم انفاسى
ضجيج صراخ يصم الأذان
دموع الأشجارتملاء جوف الليل
ووضح النهار
الشوك القاسى يأكل الأزهار
يبتلع الأوراق
البوم والغربان تنعق فى الأبواق
الناس تلبس اقنعه النفاق
تحسبهم نيام وما هم بنيام
يتمايلون كالسكارى
ولم يذوقوا خمرا
يحملون اوزارا وخطايا
وان لم يقترفوا حراما
أهل المدينه يختنقون
السحب السوداء تملاء الطرقات
ضجيج المصانع مطارق المحاجر
رائحه المدابغ
أتربه غبار دخان
تأكل اجساد الأطفال
تخنق كل الأنفاس
طوفان المرض يختتطف الأبدان
لم أعد احتمل بكاء الأشجار
صراخ الزهر على الأغصان
تعصف بكل كيانى
خذنى اليك يا ابتى
أذهب حيث تغوص الشمس
ارحل معها الى الأعماق
فى الشروق والمغيب والأسحار
وليالى تتغنى فيها الأمواج
والقمر الفضى يتراقص
على رقائق الأمواج
اتنفس عبق النسمات
ما اسعد العصفور بالجناحان
والفراش وسط الغيطان
والنحل يتناقل بين زهور النوار
الأرض قبل ان يلوثها الأنسان
لوحات من صنع الرحمن
تقلدها يد الرسام
وتلهم وجدان الفنان
باجمل الأغانى وابدع الألحان

الأربعاء، مايو ٠٩، ٢٠٠٧

معبود من طين

معبود من طين

ماذا تفعل لوعدت الى بلادك بعد سفر طويل ووجدت نفسك تحولت الى اله معبود؟ لك صنم و كهنه ومعابد و عباد ربما يكون ذلك التصور غريب على الموحدين المؤمنين بالله خالق هذا الكون لكن هذا هو محور قصه رائعه للأديب المبدع محمود تيمور أحداثها تدور فى مصر الفرعونيه وهى تحكى قصه بتاح و هوانسان سليم الفطره نقى السريره من مدينه جميله أسمها (أنب-حز) كان والده أمين على خزائن الفرعون وكان يأخذه معه فى رحلات الهدف منها جمع الأتاوات و تسخير العبيد ورأى بنفسه نفاق الكهنه واكاذيبهم - خصوصا الكاهن الأكبر بهاتور- وادرك دورهم فى تضليل العقول وتمويه الحقائق من أجل مصالحهم فأقبل على التأمل والدراسه والبعد عن الرغبات والشهوات الأنسانيه خاصه بعد وفاه زوجته الطيبه فألزم نفسه برياضه روحيه صارمه طهرت نفسه فرفض عقله العبادات الضاله لأصنام متعدده وأخذ يبين للناس حقيقه الأله الحق (نور الأزل) وبعد مناقشات حاميه أصبح له أصحاب كثيرين ومنهم شاب ذكى أسمه سنكرع ولكن الكاهن الطاغيه بهاتور كان يتبعهم ويرصد حركتهم الأصلاحيه وفى يوم وجد الجنود يحيطون بهم ونشبت معركه حاميه راح ضحيتها الكثير من اتباعه ولكنه نجا ومشى فى اتجاه الصحراء الغربيه الى ان وجد مغاره فأحتمى بها ووجد ان الأله نجاه ليكمل رسالته العظيمه ويبلغها للناس وتمنى ان يكون تلميذه سنكرع نجى ايضا ليحمى العقيده من الأندثارورأى ان من الحكمه ان يبتعد عن المدينه ليستجمع دماء الحياه ثم يواصل جهاده وسار حتى وجد ناسك مسن يدعى كاى يعيش مع حفيدته الصبيه نفرت حول نبع صغير حوله نخيلات متناسره ووجد كاى ايضا يعبد الأله الحق فعاش معهما سنوات حتى عرف من بعض تجار القوافل ان دين جديد ظهر فى أنب-حز وان كاهنه يدعى سنكرع وان الفرعون الجديد أعتنق دين بتاح فرح بتاح بما سمع وذهب ليخبر الناسك كاى فوجده قد مات و قال لنفرت التى أصبحت شابه أنهما سيذهبان الى مدينته أنب-حز فقالت له انها رأت فى نومها انها فى مكان جميل مزدحم سيبتلعه وانهم يخطفونه منها فأكد لها أنها ستكون عونا له بنقاءها وطهارتها وأنها جزء منه وأخذها وعاد الى المدينه فحذرته ان هذه هى المدينه التى رأتها فى نومها ذات الأبواب السبعه واكتشف بعد دخوله المدينه انه أصبح اله وله صنم يعبده الناس وأن هذا هو الدين الجديد الذى دعى له الكاهن سنكرع فذهب الى المعبد وقابل الكاهن سنكرع وساءه مظاهر الأبه و الثراء التى تحيط بتلميذه وسأله كيف أصبحت أله ؟ فقال أنه بعد المعركه اشيع أن بتاح ارتفع الى العلا عقب مقتله و اتحد بالقدس الاسمى فاصبح اله ولا سبيل الأن لأعلان الحقيقه وانه أنقذ الدعوه و جمع شمل الأنصار بعد ان تخلى عنهم بتاح فدافع بتاح عن نفسه بأنه وجد ان مواصله الدعوه تعنى أراقه الدماء وهو يدعو للسلام لا للحرب فأثر الأستخفاء ولكن سنكرع قال ان هذه المثل الرفيعه غير موجوده فى الواقع وبدون الجهاد لن تحيا العقيده وانه حافظ على جوهر العقيده واشاع الطمائنينه والتراحم بين الناس واتهمه بالتخازل و الضعف سخر نتاح من كلام سنكرع المخالف للحقائق والتعاليم ومن حياه الترف التى يحيط بها نفسه فى حين ان دعوته أساسها البساطه و التقشف وأعلاء شأن الروح وتطهير الجسد من النزوات فرد سنكرع بأن تعطيل مطالب الجسد غلواء لا تحمد عقباها وان المزاوجه بين مطالب الجسد واعلاء شأن الروح لابد منها لتتوفر الحياه السويه بلا حرمان ولوح انه يستطيع الفتك به وأقترح ان يعيش ما بقى من عمره سعيد مع ربيبته كما يريد و أن يغير اسمه الى بتاح حتب فوافق وأعتقد الناس انه ونفرت من الزهاد وفى يوم عيد الشباب وجد بتاح سنكرع وهو يركع لصنم بتاح فى مهرجان كبير و ولم يستطع ان يتحمل الأكاذيب وسار على غير هدى ونام فى المقابر من شده التعب وعندما عاد وجد شاب أسمه بنكاو بجوار نفرت التى أخبرته أن الشاب وجدها قلقه امام الباب فوقف معها يسامرها ثم طلب الشاب من نفرت ان ترافقه أيام العيد ورغم خوف نفرت لكنها ذهبت مع الشاب وعادت ترتدى ملابس ذاهيه وأخبرته انها صلت للأله بتاح فشعر بالغيره من الشاب بنكاو وادرك ان الشر مازال له بقايا فى نفسه وسالته لماذا يرفض ان يكون اله؟ وكل الناس تراه اله وهى منذ نشأتها تراه اله فقال لها ان رؤياك تحققت وان المدينه ابتلعتك اما هوفعليه ان يذهب وحده فى رياضه روحيه وودعها وانصرف ولمح بنكاو قادم اليها .
وهكذا انتهت القصه الجميله ولعل الكاتب يريد ان يقول ان المبادئ وحدها لا تكفى لكن على الأنسان أن يواجه قوى الشر بالوقوف أمامها والثبات على المبدأ والدفاع عن أفكاره حتى لو كان الباطل قوى فلا يكفى أن يكون الأنسان صالح طيب فنبل المبادئ لا يعنى ضروره النصر لان النصر يحتاج للمثابره و التضحيه و مواصله الدفاع عن الحق أمام الشر القوى والقصه تتميز بأسلوب شديد العذوبه والرقه تشد القارئ منذ اللحظه الأولى حتى كلمه النهايه فاللغه راقيه شديده البلاغه والألفاظ بسيطه قريبه الى النفس تشعر القارئ بتفاعل مع الشخصيات المجسده بعنايه كأنهم جزء من حياته رغم غرابه الفكره وأختيار مصر الفرعونيه كمسرح للأحداث وهذا يظهر مدى براعه أديبنا المبدع الأستاذ محمود تيمور .